• الموقع : موقع سماحة العلامة السيد محمد علي الحسيني .
        • القسم الرئيسي : النشاطات العامة .
              • القسم الفرعي : مقالات وأبحاث .
                    • الموضوع : مضلل مخدوع لايمثل أمة المليار مسلم .

مضلل مخدوع لايمثل أمة المليار مسلم

 

مضلل مخدوع لايمثل أمة المليار مسلم

بقدر ماکانت الهجمات الارهابية التي وقعت على يد أفراد متطرفين ضالين مروعة و مأساوية، و أثارت الکثير من ردود الفعل الدولية والاقليمية الغاضبة، فإن الاوساط الاسلامية المختلفة شجبتها بشدة واعتبرتها فعلا وعملا ضالا وطائشا لايمثل الاسلام أبدا لا من قريب ولا من بعيد، وإننا إذ نعرب عن عميق مواساتنا وتضامننا وتعازينا الخالصة للشعب و للحکومة الفرنسية فإننا نٶکد بأن الامة الاسلامية برمتها قد صدمت بهذه الجريمة النکراء التي يرفضها الاسلام جملة و تفصيلا.
الفئات المتطرفة والضالة المخدوعة بطروحات وأفکار مضلة لأفراد لايميزون بين سنن و فرائض الوضوء و لايفهمون المعنى والجوهر الحقيقي للإسلام الذي يٶمن به مليار مسلم، بمثابة خطر وتهديد يحدق بالبلدان الاسلامية قبل الاوروبية و يجدر بنا أن نلفت الانظار إلى الهجمات و العمليات الارهابية التي وقعت وتقع في العراق وسوريا واليمن والکويت و السعودية ولبنان وليبيا ومصر و غيرها ودفع ويدفع ثمنها الناس العزل الابرياء، ويجدر بشعوب وحکومات البلدان الغربية المختلفة أن تدرك وتعي بأن هذه الجماعات الضالة المضلة هي بمثابة وباء تعاني منه الشعوب والبلدان الاسلامية أکثر من غيرها.
التطرف الديني الذي يتخذ من الارهاب وسيلة لتحقيق غاياته المعادية للإنسانية، يجب أن نأخذ بعين الاعتبار ارتکازه على  عکازة داعش المتلبسة برداء السنة والسنة منه براء,وان الشر کله ينطلق من خلال العکاز خصوصا عندما يقوما بضخ أفکار وطروحات متطرفة وضالة و منحرفة عن الاسلام، وإننا نرى بأن الوقت قد حان من أجل العمل لمواجهة التطرف و الارهاب ببعديه وبذل الجهود من أجل وضع حد له ولجمه وايقافه عند حده.
الاستعدادات الامنية والعسکرية التي لها أهميتها واعتبارها الخاص في مواجهة المتطرفين والارهابيين، لکنها تظل ناقصة ولاتفي بالغرض المطلوب من دون أن يشفع ذلك بالجهد الفکري الثقافي، ذلك أن التطرف الديني الذي هو أساسا انحراف عن قيم وتعاليم الإسلام السمحاء، يجب کبداية کشفه وفضحه على حقيقته و طرح تناقضه وتعارضه مع مختلف المباني الإسلامية، وإن هذا الجهد أو بالأحرى هذه المهمة الحساسة هي من مهمة المسلمين المعتدلين ولاسيما علماء الدين الذين يدعون إلى الاعتدال والوسطية ويحثون عليها، وإننا في المجلس الاسلامي العربي قد جعلنا الدعوة الى إسلام اعتدالي وسطي منفتح يقوم على أساس التسامح و التعايش السلمي والانفتاح والقبول بالآخر، جعلنا من الدعوة الى هذا النهج ضمن أولوياتنا ورکزنا عليه دائما ومع أننا قد حققنا نجاحا ملحوظا لکنه لايزال دون الطموح وإن التعاون والتنسيق و الجهد المشترك قد يکون له أبلغ الاثر في تحقيق الاهداف المرجوة لنا بدحر التطرف و الارهاب وإلحاق الهزيمة به في النهاية.
*العلامة السيد محمد علي الحسيني
باريس/الاربعاء 18 11 2015

 


  • المصدر : http://www.mohamadelhusseini.com/subject.php?id=57
  • تاريخ إضافة الموضوع : 2015 / 11 / 18
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29