للحجاج حقوق وعليهم واجبات والتعاون مطلوب دروس من الحج السيد محمد علي الحسيني
أيها الأحبة: اعلموا كما أن للحج إلى بيت الله الحرام حقوق بغية أداء المناسك بأحسن حال ويسر وسهولة، أيضاً عليه واجبات. لذا نجد أن إدارة دولة عظيمة كالمملكة العربية السعودية تعمل جاهدة للقيام بواجباتها كاملة تجاه الحجاج لتوفير كلّ الخدمات بجودة يشهد الحجاج والعالم بذلك، وبإشراف قيادة حكيمة تعتبر خدمة الحجاج وسام فخر وشرف لها ولشعبها.
تولي قيادة المملكة اهتماماً خاصّاً ورعاية عالية بغية تنظيم مناسك الحج من كلّ النواحي في إطار (وتعاونوا على البر والتقوى). وقد لمسنا ذلك من خلال خطة الحج وتحديد قدرة استيعاب المسجد الحرام ومكة والمشاعر، إلى توزيع حصة كلّ دولة من عدد الحجاج، إلى تنظيم حركة التنقل وتهيئة السكن الملائم، والرعاية الصحية والتأمين الغذائي، وحفظ الأمن، وتسهيل وتنظيم أداء المناسك والإعلانات التوعوية، وحملة الإرشادات، وغيرها من الخدمات العالية الجودة التي ترمي من خلالها القيادة السعودية إلى خدمة ضيوف الرحمن.
أيها الأحبة إن الحج إدارة، وإن خير من يديرها القيادة الحكيمة، وقد عمل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، ومن قبلهما الملوك السابقون على إدارة موسم الحج، وإنهم رأس الهرم والقيّمون والساهرون على إدارته من ناحية استنفار وتنسيق عالٍ بين مختلف أجهزة الدولة، خاصة بين وزارة الحج وكلّ من وزارة الداخلية وكذلك الصحة والإعلام، إلى جانب شؤون الحرمين، إلى باقي الوزارات والحكومة. فكلّ الأجهزة موجودة ومستنفرة وحاضرةٌ لإدارة موسم الحج وفق الخطة المعتمدة. وللأمانة بل من باب شهادة الحق التي أمرنا الله بها... وأقيموا الشهادة لله، بأن حقوق الحجاج على المملكة رغم التحديات الكبيرة التي شهدها العالم بسبب الأزمة الصحية إلّا أن هناك تطوراً ملحوظاً وبارزاً من حيث تسهيل وتيسير وراحة وأمان الحجاج في أداء مناسكهم بأكمل وجه، وتحقيق نجاح أعلى تحت شعار خدمة الحج شرفٌ لنا. وسيبقى هذا الشرف وسام فخر لكلّ سعودي على مرّ العقود والعصور.
ومن هنا نؤكد أن القيّمين على الحج قد أدّوا الأمانة تجاه الحجاج، وأعطوهم حقوقهم، وفي المقابل ينبغي على الحجاج بعدما حصلوا على حقوقهم أن يؤدّوا واجبهم أيضاً ويبدوا تعاونهم مع إدارة الحج والمنظمين، ويلتزموا باتباع الإجراءات واحترام التعليمات، والتقيّد بالتوجيهات وألّا يخالفوا القوانين ويكونوا عناصر مساعدين ومتعاونين على قاعدة تعاونوا على البر والتقوى، وهنا محلّها قطعاً لعكس صورة حضارية للمسلمين في أداء مناسكهم حيث تشاهدهم عدسات العالم، وكلّ ذلك يصبّ أولاً وأخيراً في خدمة ضيوف الرحمن، وإظهار تلك الصورة المشرقة لهذا الملتقى الإسلامي العام. جزى الله المملكة العربية السعودية وقيادتها وشعبها عن الإسلام وأهله خير الجزاء، لقد أدّوا الأمانة، اللهم نشهد، فاجعل هذا البلد آمناً.
للحجاج حقوق وعليهم واجبات والتعاون مطلوب دروس من الحج السيد محمد علي الحسيني
